مقتطفات 


مشى ألكسندر نحو الطاولة التي يجلس إليها نيوس ،وجلس مقابلاً له ، تفرّس في ملامح الآيسلندي الأشقر بعمق ،توهج وجه الشاب وطفح فيه اللون الأحمر على خديه 

لكن جرأته أكبر من أن يشيح بوجهه ،عيناه الزرقاوان تحدقان بعمق في عيني الأكبر الرماديتين ، ضحك إكس بفم مغلق ثم سأله : بمَ تحدق هكذا ؟! 


نيوس : أنت من يحدق بي أولاً !

ألكسندر : أنت تعلم جيداً أنه لو استمر تحديقك هذا سوف تنتهي على الطاولة أو تحتها 


نيوس : أنا أحدق ،لعلي أفهم 


إكس : تفهم ماذا ؟ 


نيوس : لعلي أفهم لمَ أنا منجذب لك هكذا ؟! ولعل أحد الأسباب هي عيونك النادرة ، لا أرى الكثيرين بعيون كعيونك ،حتى أجمل الفتيات اللواتي قابلتهن ،كانت عيونهن مختلطة الألوان 


إكس : أنت معجب بعيوني فقط ! ،ألهذا أنت هنا ؟ 


نيوس : لا ،ليت الأمر مجرد تعلّق بالشكل الخارجي ، قلت لك سابقاً ، أنا لم أملك إنجذاباً جنسياً لأحد طوال حياتي حتى هذه اللحظة ، ولم أدر شيئاً عن ميولي حتى بدأت أكون أشياء غريبة نحوك 


إكس يصفعه بلطف على جبهته ويقول له : اسمها مشاعر ،وليست أشياء يا مفغل 


نيوس ينظر نحو الأرض ويغرق في تفكيره ،لكنه يستمر في كلامه : إنجذاب جنسي ، مشاعر ، سميها ما شئت ، ما أنا واثق منه ، هو أنك خطيرٌ للغاية ، تجذبني كثقب أسود بعيد في الفضاء ، قد يودي بحياتي للتهلكة 


إكس يمد يده نحو نيوس ويسأل : ألم أنقذك سابقاً ؟! أنا خطير بلا شك ،ولدي طريقة تفكير حرّة ومتمردة ، أحب التأرجح قرب الحافة ، لكن ....لا أرم نفس أو من معي فيها 


ينهض نيوس ممتعضاً ويقول : أنت تقلقني 


يستدير ويمشي ، فيهاجمه إكس من الخلف ،بسرعة وخفة كالشبح ، يحمله نحو باب الشرفة الزجاجي ،ويكشف عن بطنه وينزل عنه بنطاله 


نيوس يصرخ به : مالذي تفعله آيها الحقير ؟ 


يمد إكس يده نحو الأضواء ويطفئها ، لتطغى فقط إضاءة المدينة الملونة في البعيد ، كمجرة درب التبانة كاملةً ،تتلألأ وتتأرجح وتترك أصوات السيارات على الطريق السريع ،حفيفاً خشناً وكأن شهباً بعيدة قد مرت في الهواء 


بحب وشغف يقترب إكس من أذن نيوس ،الشاب المغمور بمغامرته الجديدة ويهمس بينما تتسارع ضربات قلبه لملامسته جسد نيوس الدافئ ويقول : انظر كيف يتغير شكل العالم في الخلفية المظلمة ! ،وحدهم من يعيشون الظلمة ،يستطيعون رؤية العالم بألوان أوضح 


لا أحد يرانا ونحن نتعرى هنا ، لكننا نرى العالم بأسره نيوس ، بوضوح عيني قطة الشارع 


لا أحد يشعر بحلماتك الوردية النافرة والصغيرة غيري ، لكنهما تستشعران كل شيئ ، قضيبك الذي يقطر عسلاً الآن ،لابد أنه يختبر الخوف ،ولكن أيضاً اللذة ، لذة الخطورة ، لذة الغير مألوف ، يتصارع مع الهواء البارد حوله بينما يجعله صوتي ينتصب 


الحياة مغامرة خطرة نيوس ، يجب علينا العيش على الحافة 


يتبع ...


مجرد حوار بسيط بين نيوس وإكس في سلسلة عشر خطوات نحو الجنة 





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

حب بالإكراه rewritten

المطارد (إعادة كتابة )